الانبعاثات الكربونية لخمسة مطارات أوروبية كبرى تضاهي انبعاثات دولة السويد بأكملها

أوروبا

أظهرت دراسة نشرها مركز يعني بتعقب “الإنبعاثات الكربونية للمطارات أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن خمسة من أكبر مطارات أوروبا مجتمعةً تضاهي ما تصدره السويد بشكل عام.

ووفقا للأرقام التي أعلن عنها الثلاثاء مركز “إيربورت تراكر” The Airport Tracker فإن إجمالي الانبعاثات الصادرة من مطارات: لندن هيثرو وباريس شارل ديغول وفرانكفورت وأمستردام ومدريد باراخاس تبلغ 53 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. بينما أصدرت السويد في عام 2020 حوالي 45.4 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون، بنسبة أقل من العام الذي سبقه.

يعتبر مركز “إيربورت تراكر” الذي يعنى بتعقب المطارات التي تصدر أكبر نسب من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، أداة توضح الانبعاثات الصادرة عن الطائرات المغادرة من المطارات حول العالم.

وللطائرات دور في تقليل انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون باستخدام الرياح، وكشفت دراسات نشرت يناير الماضي، أنه يمكن للخطوط الجوية أن تقلل من استهلاكها للوقود وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عنها بشكل كبير إذا ما أصبحت الطائرات التي تستخدمها أكثر كفاءة في الطيران ومواجهة الرياح.

وقال علماء في جامعة ريدينغ في دراسة نشرت حينها أن الرحلات الجوية التجارية بين نيويورك ولندن خلال شتاء 2019-2020 كان من الممكن أن تستخدم وقودا أقل بنسبة تصل إلى 16٪ إذا ما استفاد الطيارون بالكامل من التيارات الجوية والرياح القوية.

ونظرًا لأن العديد من الرحلات الجوية من هذه المطارات (لندن هيثرو وباريس شارل ديغول وفرانكفورت وأمستردام ومدريد باراخاس) لها وجهات خارج أوروبا ، فهي مُعفاة من مخططات الحد الأقصى والتجارة الخاصة بالاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، والتي تنطبق فقط على الرحلات الجوية الداخلية في الاتحاد الأوروبي.

على سبيل المثال، 80 في المائة من الانبعاثات الصادرة عن مطار باريس شارل ديغول تأتي من الرحلات الطويلة، في حين أن المطارات الأصغر، مثل “كراكوف” ببولندا، هي إلى حد كبير تعتمد رحلات قصيرة المدى. لذلك يتم فرض ضرائب على المطارات الأصغر حجماً أكثر من المطارات الأكبر حجماً التي تقوم برحلات طويلة وتصدر أعلى انبعاثات.

قالت جو داردين ، مديرة الطيران في مؤسسة T&E: “على عكس السيارات أو محطات الطاقة، يتم إطلاق معظم انبعاثات الرحلات الجوية خارج حدود أوروبا، مما يعني أن الجزء الأكبر من الانبعاثات الصادرة من المطارات الأوروبية يتم التغاضي عنه بشكل فاضح” مضيفة “يجب تضمين جميع الرحلات في نظام تداول الانبعاثات، وليس فقط ضمن الرحلات داخل أوروبا “. ولفتت إلى أنه “يمكننا الآن أن نرى المدى المثير للقلق للانبعاثات الصادرة عن المطارات ومن الواضح أن قطاع الطيران لا يفعل ما يكفي للحد من التلوث” حسب قولها.

يشار إلى أن برنامج الانبعاثات الكربونية للمطارات من مجلس المطارات الدولي هو البرنامج الدولي الوحيد المعتمد مؤسسياً في إدارة الكربون في المطارات، والذي يعترف بالجهود المبذولة فيما يتعلق بإدارة انبعاثات الكربون والحد منها في المطارات، ويتم تطبيقه بوتيرة متسقة في المطارات حول العالم.

وتطبق بعض دول العالم، الكثير من التدابير التي تهدف إلى تقليل “الإنبعاثات الكربونية للمطارات” من خلال المحافظة على مكونات البيئة والحرص على عدم الإضرار بها، حيث تقوم بعض المطارات حول العالم بتبني العديد من المبادرات والبرامج الخضراء، بما يتماشى مع التزام نحو خفض الانبعاثات الكربونية والتي تندرج تحت إستراتيجية اعتماد التنمية الخضراء حيث تلجأ إلى فرض رقابة صارمة على استهلاك الكهرباء والماء، فضلاً عن تطبيق نظام متكامل لإدارة النفايات يهدف إلى الوصول بها إلى الصفر.

وتجدر الإشارة إلى أن صناعة الطيران قد أضافت أكثر من مليار طن متري من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي خلال عام 2019، في حين انخفضت الانبعاثات منذ ذلك الحين بسبب جائحة فيروس كورونا وما تسببت به من توقف في خطوط الطيران والحركة الجوية حول العالم، ولكن من المرجح أن يكون هذا الانخفاض مؤقتاً يمكن أن يعود للارتفاع بمرور الوقت.

 

 

arabic.euronews.com

pixabay

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *