حصل فريق البحث التابع لـ إيستر تشوما، أستاذة مساعدة، على جائزة النشر من مؤسسة الكونت إشتفان تيسا لجامعة ديبريسين، عن ورقتهم العلمية التي تلخص الدراسات حول البوليوما فيروسات. لا تزال العديد من الأسئلة بلا إجابة حول البوليوما فيروسات المكتشفة حديثًا والتي تصيب كلًا من الحيوانات والبشر. ركز الباحثون بشكل رئيسي على معرفة ما إذا كانت هذه الفيروسات موجودة في المجر، وفي أي عمر يحدث العدوى عادة، وما إذا كانت تصيب الجهاز التنفسي.
تستمد البوليوما فيروسات اسمها (poly = متعدد، oma = ورم) من القدرة المسببة للأورام للفيروسات الأولى الموصوفة لدى القوارض، والتي تم إثباتها في خمسينيات القرن الماضي. في السبعينيات، تم عزل فيروسين ممرضين للبشر (BK و JC). اليوم، يُعرف أنها تصيب معظم الأفراد دون التسبب بأعراض كبيرة، ثم تدخل في حالة كامن في الجسم. إعادة تنشيطها — أي تكاثر الفيروسات من جديد — لدى المرضى ذوي المناعة الضعيفة يمكن أن يسبب حالات خطيرة وربما تهدد الحياة. أصبح تشخيص هذين الفيروسين روتينياً في علم الأحياء الدقيقة الطبي.
منذ عام 2000، وبفضل التقنيات المتقدمة للتسلسل، تم وصف أحد عشر بوليوما فيروسًا جديدًا ممرضًا للبشر، تصيب حيوانات مختلفة والبشر، لكن فقط فيروسين تم تأكيد أنهما يسببان مرضًا، أحدهما يؤدي إلى ورم جلدي نادر لكنه عدواني جدًا. بالنسبة للفيروسات التسعة الأخرى، تبقى معظم الأسئلة مفتوحة. درس باحثو ديبريسين بالتفصيل اثنين من هذه البوليوما فيروسات المكتشفة حديثًا.
وقالت إيستر تشوما، أستاذة مساعدة في معهد علم الأحياء الدقيقة الطبية بكلية الطب في جامعة ديبريسين:
«البوليوما فيروسات MW و STL، التي اكتُشفت في العقد 2010، لا تزال معظم أسئلتها الأساسية بلا إجابة. ركزنا في بحثنا على محورين: أولاً، باستخدام دراسات انتشار الأجسام المضادة، قيّمنا ما إذا كانت هذه الفيروسات موجودة في المجر، ونسبة السكان المصابين بها، والعمر الذي يحدث فيه العدوى عادة. ثانياً، هدفنا كان دراسة إمكانية الانتقال عن طريق الجهاز التنفسي: التكاثر في الممرات الهوائية والأعضاء اللمفاوية المرتبطة مثل اللوزتين، والفيروسات المصاحبة، والأعراض التنفسية. رغم أن النشر يعرض نتائج فيروسين، إلا أننا درسنا بالتوازي تسعة بوليوما فيروسات».
في دراسات انتشار الأجسام المضادة، تم اكتشاف الأجسام المضادة ضد MW و STL في عينات الدم، مما أثبت ما إذا كان الأفراد قد أصيبوا بالفيروس. طور الباحثون بأنفسهم الطريقة المصلية المناسبة لهذه الدراسة، وأنتجوا حتى المستضدات الفيروسية اللازمة. أجروا آلاف القياسات على عينات دم لأشخاص من مختلف الأعمار وحللوا البيانات. كما جمعوا أنسجة اللوزتين من المرضى الذين خضعوا لاستئصال اللوزتين، بالإضافة إلى إفرازات الحلق والأذن الوسطى، وعينات تنفسية مأخوذة أثناء جائحة SARS-CoV-2. وتم فحص هذه العينات للكشف عن وجود وتسلسل الفيروسين.
وأضافت الباحثة: «وجدنا أن الفيروسين موجودان في المجر. تزداد نسبة المصابين بـ MW مع العمر حتى سن البلوغ؛ أكثر من نصف السكان البالغين إيجابيون مصلياً، أي لديهم أجسام مضادة ضد الفيروس. أما STL فهو أكثر شيوعًا: أكثر من 80٪ من الناس مصابون به، غالبًا منذ الطفولة المبكرة. تشير نتائجنا إلى أن هذه الفيروسات قد تنتشر عبر الإفرازات التنفسية، وتتضاعف في الممرات الهوائية، وقد تصل حتى إلى الأذن الوسطى. وقد اكتشفنا الفيروسين بشكل رئيسي في عينات الأطفال».
تم نشر نتائجهم في مجلة علمية دولية، وحصل المقال على جائزة النشر من مؤسسة الكونت إشتفان تيسا لجامعة ديبريسين.
وقالت إيستر تشوما: «هذا التكريم شرف، وبصفتي مشرفة فهو مصدر فخر. شارك طلابي الدؤوبون والموهوبون في بداية مسيرتهم البحثية في مشروع متعدد الجوانب، وأنتجوا عملاً عالي الجودة أدى إلى هذا الإنجاز. الجائزة تعتبر تعزيزًا إيجابيًا ويعطي زخمًا للمستقبل. شارك أربعة منا في البحث: طالبتان دكتوراه، ميليندا كاتونا وكريستينا جيليس، إلى جانب الباحث الكبير بيتر تاكاش وأنا نفسي. ميليندا كاتونا مسجلة كمؤلفة أولى للمقال، وكانت هذه الدراسة جزءًا من أبحاثها الدكتوراه، ومنذ نشر المقال دافعت عن رسالتها بنجاح، وكان هذا العمل أحد أساساتها».
وعلى الرغم من أن دراسات باحثي ديبريسين قدمت معلومات جديدة مهمة مقارنة بالنتائج المنشورة سابقًا، إلا أن الفريق يواصل تحقيقاته، حيث يجمع باستمرار عينات جديدة لدراسة التكاثر التنفسي، والفيروسات المصاحبة، والأعراض المرتبطة، والموسمية المحتملة. كما يدرسون وجود الفيروسات في أنواع مختلفة من العينات وانتشارها في الجسم، ويبحثون عن الخلايا التي تسمح بالتكاثر والخلايا التي قد تكون هدفًا للفيروسات. الهدف النهائي هو دراسة التكاثر الفيروسي في المختبر (in vitro)، وهو أمر أساسي لفهم مسببات الأمراض لهذه الفيروسات.
(unideb.hu)





