كيف تختار الجرعة المعززة من اللقاح المضاد لكوفيد 19؟

أوروبا الصحة

يتساءل الكثيرون اليوم عن طبيعة الجرعة الثالثة المعززة من اللقاح المضاد لكوفيد 19. هناك من تلقى جرعة واحدة من جونسون آند جونسون وآخرون تلقوا لقاحات مختلفة من جرعتين. فكيف يمكن اختيار الجرعة الثالثة المعززة؟

 

 

يتساءل الكثيرون اليوم عن كيفية اختيار اللقاح الذي يمكن الحصول عليه كجرعة تعزيزية ضد كوفيد 19

 

حصل كثيرون حول العالم على جرعتين من اللقاحات المضادة لكوفيد 19 ، وأحياناً جرعة واحدة من لقاح جونسون اند جونسون. لكن تتصاعد الدعوات اليوم للحصول على جرعة ثالثة معززة ترفع من مناعة الناس ضد كوفيد 19. فأي من اللقاحات يجب أن يحصل عليها الشخص؟

 

بحسب موقع ساينس نيوز الأمريكي فإن خبراء الصحة الأمريكيون يقولون إن كل من حصل على جرعة من هذا اللقاح يوصى بالحصول على جرعة معززة، وذلك لأن استجابة الأجسام المضادة التي تنتج عن تلقي هذا اللقاح ليست مرتفعة مثل تلك التي تنتج عن لقاحات mRNA ذات الجرعتين سواء من شركة فايزر بيونتك أو مودرنا.

 

يقول  ساشين ناغراني، المدير الطبي لشركة هييل Heal، وهي شركة تقدم الرعاية الصحية الأولية في المنازل بالولايات المتحدة: “إن فعالية هذا اللقاح لا تختفي تماماً، ولكن بعد بضعة أشهر من تلقي جرعة جونسون آند جونسون، “يبدو أناستجابتك المناعية تصبح أقل قدرة على الحماية”.

 

يشير العلماء إلى أن أفضل جرعة تعزيزية من لقاح لمن تلقوا جونسون آند جونسون هو لقاح لقاح استرازينيكا AstraZeneca ، المبني على تقنية مماثلة. يستخدم كلا اللقاحين فيروسات ميتة او ضعيفة لإيصال رسائل الحمض النووي لبناء البروتين الشوكي لفيروس كورونا إلى الخلايا.

 

تشير الدراسات إلى أن الجمع بين لقاح استرازينيكا و فايزر بيونتك (أو في بعض الأحيان مودرنا) كان أكثر فاعلية من الحصول على جرعة أخرى من استرازينيكا .

 

على سبيل المثال ، في السويد ، كانت جرعة مضاعفة من استرازينيكا فعالة بنسبة 50٪ في الوقاية من الأمراض المصحوبة بأعراض. لكن استرازينيكا تليها فايزر بيونتك كانت فعالة بنسبة 67 في المائة، وكان استرازينيكا المعزز مع مودرنا فعال بنسبة 79%، ما يعني  أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بـجونسون آند جونسون يجب أن يفكروا في الحصول على جرعة معززة من لقاح أنتج بتقنية mRNA، حسبما أفاد باحثون في 18 أكتوبر في دورية لانسيت الطبية.

 

لقاحات mRNA

 

أما بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على لقاح من نوع mRNA في أول جولة ، فإن اختيار جرعة اللقاح المعززة هو أمر أكثر تعقيدًا بعض الشيء. يوصى باستخدام الجرعات التنشيطية أو المعززة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر. يمكن للأشخاص الذين لديهم فرصة كبيرة للتعرض لـكوفيد 19 من خلال وظائفهم أو حياتهم اليومية الحصول أيضًا على جرعة معززة.

 

الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية تعرضهم لخطر أكبر للإصابة بأمراض خطيرة مؤهلون أيضًا للحصول على الجرعة المعززة.

 

في إسرائيل، كان كل شخص يبلغ من العمر 12 عامًا أو أكثر مؤهلاً للحصول على جرعة ثالثة من لقاح فايزر بيونتك منذ نهاية شهر أغسطس/آب. الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل بجرعتين من هذا اللقاح ولم يكن لديهم مخاطر صحية محتملة، كانت لديهم فرصة منخفضة جدًا للإصابة بالمضاعفات الشديدة الناتجة عن مرض كوفيد 19 ولم يحتاجوا لدخول المستشفى. وبحسب الدراسة المنشورة في لانسيت في 29 أكتوبر فإن 3.1 فقط من كل 100000 شخص سليم حصلوا على جرعتين من لقاح أصيبوا بالحالة الشديدة من المرض .

 

أرقام مطمئنة

 

ولكن مع وجود مخاطر صحية محتملة، بدأ هذا الرقم في الارتفاع. فمن بين كل 100000 شخص تم تطعيمهم بالكامل مع وجود خطر صحي واحد أو اثنين ، أصيب 82 بالمرض الشديد. ومع وجود ثلاثة مخاطر صحية أو أكثر ، كان المعدل 113 من كل 100.000 شخص. أدى الحصول على جرعة معززة إلى خفض معدل الإصابة بالحالة الشديدة من المرض لأولئك الذين يعانون من أمراض أخرى إلى 3.2 لكل 100،000 وخفض المعدل بأكثر من النصف قليلاً – إلى 51.6 لكل 100،000 – لأولئك الذين يعانون من ثلاثة أمراض أو أكثر.

 

بالنسبة للشباب الأصحاء، قد تكون معادلة المخاطر مختلفة. يقول ناغراني إنه من المقبول للأشخاص في هذا الموقف الانتظار بعض الوقت للحصول على مزيد من البيانات حول فترة فعالية اللقاح قبل الحصول على الجرعة المنشطة. لكن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكبر والذين يعانون من ظروف صحية أو الذين يعيشون في ظروف خاصة يجب أن يحصلوا على جرعة معززة الآن.

 

السؤال الآن هو أي جرعة يجب أن يحصل عليها من تلقى لقاح من نوع mRNA؟ يمكن لهؤلاء اختيار أي لقاح يرغبون فيه، لكن وفق الدراسات فمن الأفضل تنويع اللقاحات. وفي الواقع فإن أياً من اللقاحات لا ينتج مناعة بنسبة 100% أي أن اللقاحات لا تقي من العدوى بالفيروس، لكنها جميعًا تمنع الإصابة بالصورة الشديدة من المرض الذي يسببه الفيروس.

 

وتشير الدراسات إلى أن اللقاحات القائمة على الفيروسات الميتة أو الضعيفة مثل جونسون آند جونسون أو استرازينيكا هي أفضل في تسريع الحماية طويلة الأمد بإنتاجها الخلايا المناعية التي تسمى بالخلايا التائية.

 

في الوقت نفسه أوصت الهيئة الاستشارية الألمانية للقاحات بتطعيم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما ضد فيروس كورونا بلقاح “بيونتيك/فايزر” فقط. وبحسب نتائج التحليل الذي أجرته اللجنة الدائمة للتطعيم “سيتكو”، أظهر لقاح “بيونتيك/فايزر” انخفاضا في حدوث حالات التهاب عضلة القلب بالنسبة لهذه الفئة العمرية مقارنة بلقاح “موديرنا”.

 

وتنطبق التوصية باستخدام لقاح “بيونتيك/فايزر” على هذه الفئة العمرية أيضا في حالة الجرعات التعزيزية، حتى لو كانت الجرعات السابقة التي تلقوها من تطوير شركات أخرى.

 

آثار جانبية

 

تتشابه الآثار الجانبية للجرعات المنشطة مع تلك التي حدثت من الجرعات السابقة، على الرغم من أن بعض البيانات تشير إلى أن التأثيرات بعد الجرعة المعززة قد تكون أقل من بعد الجرعة الثانية. يشعر بعض الناس بالقلق من الآثار الجانبية النادرة مثل التهاب عضلة القلب والذي قد يحدث أحيانًا بعد جرعة من لقاح من نوع mRNA، خاصة بالنسبة للشباب الذكور بعد الجرعة الثانية. لكن هذا التأثير الجانبي غير شائع: 17 شخصاً فقط من أصل 2.5 مليون شخص حصلوا على جرعة معززة من فايزر في إسرائيل أصيبوا بالتهاب عضلة القلب أو التهاب غشاء التامور ، حسبما أفاد مسؤولو الصحة الإسرائيليون.

 

قد تتألم ذراعك لبعض الوقت، لكن هذا ثمن قليل يمكن للشخص أن يدفعه ليتجنب الإصابة بالأعراض الشديدة من المرض وللمساعدة في حماية من حوله من الإصابة بالعدوى.

 

عماد حسن

DWبالعربية

Pixabay

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *